هدف مَماغ الرئيس دعم منظومة الفنانين في الأردن والمنطقة. تُشرف المؤسسة على مجموعة واسعة من البرامج المصممة لدعم الممارسة الفنية المعاصرة، واحتضان الاستكشاف متعدد التخصصات، وإشراك المجتمعات المحلية والاقليمية في هذه البرامج. تدعم البرامج، التي تتنوّع بين إقامات فنية وورش ومعارض وفعاليات عامة وسواها، الفنانين وأصحاب الفكر ومختلف المجتمعات، توسيع آفاق الفن وصناعة المعرفة. في صميم هذه البرامج، وباعتبارها أطر عمل تستجيب للمتغيّرات، نحرص أن تتوافقَ إقاماتنا الفنية قصيرة و وطويلة الأمد مع المسارات المتطورة للممارسة الفنية؛ فهي توفر الوقت والمساحة والبيئة النقديّة للفنانين لكي ينخرطوا في تجربة مفتوحة، ماديًّا ومفاهيميًّا ونظريًّا.
شُيّدت مَماغ بمساهمة كبيرة من عائلة أبو غزالة، التي وفرت لنا الموقع والميزانية التشغيلية. وقد مكّن هذا العطاء التأسيسي مَماغ من تعزيز حضورها الآخذ بالنموّ. اليوم، بوصفها مؤسسة ثقافية مستقلة غير ربحية، تعتمد مَماغ ماليًّا على مزيجٍ من الدعم المتنامي؛ إذ نتلقى مساهمات من أفراد ومؤسسات داعمة ومؤسسات حليفة تؤمن بأهمية ما نقوم به وقيمته، ويجمعنا بها توافق تامّ على الرسالة والقيم والالتزامات الأخلاقية. ويولّد مدخولنا كذلك من تأجير المساحات وتوفير أماكن للإقامة. نحن ملتزمون ببناء نموذج تمويل مَرن، نموذج يحترم الحرية الفنية، ويحمي الاستقلال المؤسسي، ويمكّننا من الاستدامة طويلة الأمد دون المساس بمبادئنا. مَماغ مسجلة قانونيًّا لدى وزارة الثقافة الأردنية. نلتزم بجميع معايير الإقرار المالي والحَوكمة، بما فيها التدقيق المالي السنوي. سجلاتنا المالية موثقة بالكامل ومتاحة لاطّلاع العامة.
مثلها مثل جميع المؤسّسات غير الربحية، لدى مَماغ فريق متخصص يعمل معًا على تصميم وتصوّر وإدارة برامجنا ومبادراتنا ومرافقنا. ولدى مَماغ أيضًا مجلس إدارة مسؤول عن الإدارة والإشراف وسواها من الأمور. بصفتنا مؤسسة ثقافية مقرّها عمّان، نتحمل مسؤولية التصرف بنزاهة بصورة مباشرة. رفض التطبيع إحدى طرقنا في تأكيد هذه المسؤولية، بوضوح ودون اعتذار، بما ينسحب على جميع جوانب برامجنا وشراكاتنا وممارساتنا المؤسسية.
نحن - وبصورة واضحة - ضد التعامل مع فنانين أو مؤسسات أو كيانات ثقافية إسرائيلية، ولا نتعامل مع أفراد أو منظمات تقدم على ذلك. نؤمن بأن التطبيع الثقافي مع إسرائيل ليس محايدًا، بل ذو دورٍ فعالٍ في تبييض وجه الاحتلال والأبارتهايد والعنف الاستعماري. نرفض المنطق القائل بأن الفن والثقافة سارحان في فضاءٍ خاصٍّ بهما، منفصلين عن الواقع المادي والمساءلة السياسية.وهذه ليست سياسة مُبهمة أو تُطبّق بصورة انتقائيّة، بل موقف أخلاقي أساسي متجذر في التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والعدالة وتقرير المصير.
مَماغ تساند حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) مساندةً كاملةً. ونعتبرها شكلًا مشروعًا وضروريًّا من المقاومة غير العنفية، متجذرةً في القانون الدولي والتقليد العريق للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لأنظمة الأبارتهايد. لا نقبل التمويل أو الدعم أو الشراكة مع أي منظمة أو هيئة تُصنّفها حملة المقاطعة (BDS) متواطئة مع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي أو الاحتلال أو الاستيطان الاستعماري. لا مِجال للنقاش في هذه المعايير؛ فهي التي تُوجّه قراراتنا بشأن المنح والتعاونات والبرامج والانتماءات المؤسسية. وفي هذا الصدد، نؤكّد التزام جميع ممولينا ومن نتعاون معهم بقواعد ولوائح حركة المقاطعة (BDS). لكن دعمنا لحركة المقاطعة (BDS) يتجاوز مجرد الامتثال، بل يعكس انسجامًا أعمق مع قيم الكرامة والعدالة والتحرر الجماعي. نؤمن بدور الثقافة بوصفها مساحة للرفض وبناء الرؤى الجديدة والتضامن. ما نفهمه عن تفكيك أنظمة الهيمنة أنّه يتضمن رفض البنى التحتية الداعمة لها، سواء أكانت مالية أم مؤسسية أم ثقافية. إنّ حركة المقاطعة (BDS) أحد أشكال هذا الرفض، وعليه، فنحن ندعمها، ونقف إلى جانب فلسطين.
يوثّق موقعنا الإلكتروني وحسابنا على انستغرام جوهر ما نقوم به، برامجنا السابقة والحالية وإقاماتنا الفنية ومشاريعنا التعاونيّة ومعارضنا، والأسئلة التي تُحرّكها. بوسعكم إيجاد أرشيفات ومراجع وشهادات ومقتطفات من سيرورة العمل، وبعض المحادثات التي ننخرط فيها، لذا ندعوكم لمتابعتها. الطريقة الأقلّ رسميّةً والأكثر مباشرةً للوصول إلى مَماغ ماثلة في السير على الأقدام: مرورًا بالمكتبة، وعبر التراس، بجوار الاستوديوهات، خلف المعرض، في قلب العمل. مساحاتنا امتدادات لممارساتنا، يشكّلها مستخدموها، والأغراض التي يعملون بها أو قد تُتاح لهم فرصة استعمالها. ساحاتنا مُرحّبة: تدعوكم للتجول فيها، ومراقبة ما يحدث، وتخصيص وقتٍ للجلوس مع مجرياتها. في بعض الأحيان، أفضل طريقةٍ للتواصل مع فكرةٍ ما تمثلُ في الولوج إلى الغرفة التي تردّدت أصداؤها فيها. الأهم من ذلك، أيًا كان سبيلكم؛ اننا ندعوكم للاشتباك بروح نقدية. مَماغ ليست علامة تجارية، ليست مبنى، ليست هوية ثابتة، بل مساحة ثقافية في طور التشكّل، يصوغها سياق وأولئك الذين ينبرون لها ويسهمون فيها. برامجنا عامة، ومساحاتنا مفتوحة، ومواقفنا ليست أبديّة ولا جامدة. إذا كانت لديكم أسئلة أو ردود، سواء أكانت نقدية أم سوى ذلك، فبإمكانكم التواصل معنا مباشرةً هنا mail@mmagfoundation.org لنبدأ المحادثة. نرحب بالتمحيص بأفعالنا والاختلاف والحوار. على المؤسسات الثقافية أن تتحلّى بالمسؤوليّة، ولسنا استثناء. لكن، خلافَ النقد وما دونه - باعتباره أعلى وأثرى تجليّات الحوار - نرحّب بالمقترحات الإبداعية: برامج جديدة أو تدخلات فنيّة أو مساهمات في برامج قائمة. إذا كان لديكم ما تقدمونه بما يتناسب مع السياق الذي نعمل فيه، أو يتحدى افتراضاتنا، أو يُوسّع نطاق عملنا، فكلّنا آذان صاغية.