كالطيف يأتي لِيُهَيمِن
١٧، ١٩، ٢١، ٢٤، ٢٦، ٢٨، ٣١ أيّار
٢ حزيران
كالطيف يأتي لِيُهَيمِن - مجموعة دراسية
من تيسير تولين توق
كيف تستمر أشباح الاستعمار في الظهور في طرق الإبداع والتفكير والتفاعل عبر الفن؟ ما القوى الخفية التي تشكل ذوقنا الجمالي، خيالنا، مساحاتنا ومؤسساتنا، وكيف يسعنا البدء في التعرّف على هذه القوى وتفكيكها؟
"كالطيف يأتي ويهيمن" هي النسخة الأولى من مجموعة دراسية تدعو الفنانين والكتّاب والقيّمين الفنيين والباحثين والعاملين في الحقل الثقافي إلى اكتشاف بقايا العقلية الاستعماريّة وتأثيرها المستمر في الفن المعاصر وممارساته. معاً سنطرح أسئلة حول الكيفيّة التي يواصل بها تاريخ العنف والاستغلال والإمبريالية في التسلل إلى الأبعاد الجمالية: في المواد والمنهجيات والعلاقات، وفي الطرق التي نروي بها القصص أو نشكّل بها الأعمال.
بالاعتماد على منظور مسكونيّ[Hauntological]، تشتبك مجموعة "كالطيف يأتي لِيُهَيمِن" مع واقع يفيد بأن الإستعمار ليس حدثًا تاريخيًّا انقضى، بل بنية ومنطق مستمران، ويواصلان الهيمنة والتنظيم والتسلل. ومن بين طرقها التضليليّة المتعدّدة، تظهر العقليّة الاستعمارية في الممارسة الفنية على هيئة أعراف جمالية سائدة، وكذلك في بُنى السلطة التي تُقرّر ما يُرى ومن يُسمَع وكيف تُمنح القيمة. ومع ذلك، تكمن في هذه المسكونيّة نفسها فرصةٌ للشّقاق. سوف نسعى إلى تتبّع أشكالٍ تحرريةٍ في مجال إنتاج الفنون، تلك التي تنبثق من الحياة اليومية والرفض الجمعي والممارسة الروحية، ومن حكاية القصص بعمق متأصّل في الذات.
سوف تلتقي المجموعة بانتظام وكثافة على مدار عدة أسابيع تشمل ورشًا و قراءات ونقاشات وعروض أفلام ومحاضرات نلتقي بها بضيوف وتمارين جماعية. سوف نتدارس أعمالًا فنية معاصرة وتاريخية، لنكتشف كيف شكّلت مفردات المنطق الاستعماري التقاليد الفنية الرسمية ونظم المعرفة وطرق الإنتاج، وكيف يمكن للممارسات النّسويّة وتلك المناهضة للاستعمار والرأسمالية أن تقدّم أدوات لاستعادة الزمن والسرديّة والشكل الفنيّ. سوف نتأمل دور الفن في عالم تُشكّله الأزمات المتداخلة: الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين والنزوح القسري والرأسمالية العِرقيّة والانهيار البيئي، كي نتخيّل ممارسات تنمّي قيم تقرير المصير والمقاومة والاستصلاح.
ليس عليكم أن تكونوا خبراء في الجانب النظريّ أو أن تمتلكوا تدريبًا منهجيًّا في مجالات الفنون؛ فنحن نرحّب بالمشاركين من جميع التخصصات والخلفيات ممّن يتمتعون بالفضول، ويُعِدّون أنفسهم للإصغاء، أولئك المستعدين للمشاركة في حوار نقدي ورصين. "كالطيف يأتي لِيُهَيمِن" تمرينٌ تجريبيٌّ وجماعيٌّ في البحث المتعمّق والتحليليّ، باستكشافه ما يكون غالبًا غير مرئي أو ما لا يُقال في الممارسة الفنية اليوم، ذلك من خلال إحساس بالمسؤولية تجاه التاريخ والمجتمع والتحوّلات الحادثة. سوف نقاربُ الفنَّ لا بوصفه منتجًا نهائيًّا فحسب، بل باعتباره عملية حيوية وعلائقيّة، لنتعلّم معًا ومن بعضنا البعض، خالقين فضاء مشتركًا يسوده البحث والفضول.
تُعقد الجلسات أيام السبت والاثنين والأربعاء، ابتداء من السبت 17 أيّار/مايو وانتهاء بالاثنين 2 حزيران/يونيو. تُعقد جلسات يوم السبت من الساعة 11 صباحًا حتى 4 مساء، بينما تُعقد جلسات يومي الاثنين والأربعاء من الساعة 6 مساء حتى 9 مساء
يستمر التقديم لغاية ٣٠ نيسان، كما تطلب هذه المجموعة من المتقدمين التأكد من قدرتهم على حضور جميع الجلسات او على الأقل ٦ جلسات من الجلسات الثمانية للمجموعة الدراسية.
تولين توق هي قيّمة فنية ومّيسرة تقيم وتعمل بين مدينتي تورونتو وعمّان. شاركت تولين في عمّان في تأسيس برنامج "جلسات الربيع" (2014-حتى الآن)، وهو برنامج إقامة سنوي يجمع الفنانين والباحثين والممارسين الثقافيين في بيئة تعليمية تعاونية وتجريبية ترتكز على الاستجابة للمكان والفضول. كما شاركت في إطلاق وتنظيم مشروع "للنهر ضفتان" (2012-2017)، وهي منصة فنية متعددة التخصصات تناولت العلاقات التاريخية والسياسية والمكانية بين الأردن وفلسطين. بين 2018 و2022 عملت تولين كمديرة فنية لمؤسسة SAVAC في تورونتو قيّمت في هذه الفترة معارض عدة ومشروع Missed Connections التعليمي والبحثي ومبادرة Isthar's International Network of Feral Gardens التي تتمحور حول السيادة الغذائية. هي جزء من المبادرة التشاركية wave~form~projects المعنية بدراسة الممارسات التنظيمية الحميمة والمبنية على العلاقات. من آخر مشاريعها: "وقائع صوتية" سلسلة جلسات استماع في دارة الفنون (عمان)، وترينالي تورونتو الكبرى للفنون في متحف تورونتو للفن المعاصر (تورونتو)، وتنسيق عروض أفلام مع Images Festival (تورنتو). نُشرت كتابات تولين في إبراز، ومطبعة ستيرنبرغ، وآ بريور، ومجلة مانيفستا وغيرها.