
للغبار عُقَدٌ ووجوه
ترتجي في سمار ليلة قمرية،
تشربُ السؤال وتبكي.
لأن الصُّبْح رحيلٌ أحمر
تتلوه زرقة الشوارع،
وحميم الوتَر يهتزّ من روحٍ ونفَسْ.
خِصامات الكلمة مع رفّة إنسان
والقلائد أسرارٌ تلمعْ.
وحدة امرأةٍ مرصّعة بلولو وديان
ورقبةٌ فارغة..
أقتربُ من سحر مَدمعْ، اسمي
من الأداة وَجده والأرض ترعاه
حين بلهفة غافلٍ تَهِبُ الأقدامَ
والحوافِرَ أكاليل الغبار.
لأنها الخيلُ
والخيلُ مع الحربِ والغبارْ..
راحت الدّبانة للغبار:
يا غبار ما أغبرنّك ما أغبرنّك!
كيف ما أغبرنّي ما أغبرنّي؟؟
والحبيب يمسحنّي يمسحنّي!
على جْبين الدّهر بُرج من الغنَج ظنّي
والغبار انعقدْ
زيّ ما تقول وِجه مْطاول
معقود وساكِتْ.
يمّا الوَتر أغبرْ زيّ العتَب
أصعب من البَيان
قصَب لهفة وطين اكتئاب
والقلب
على عَتبْة الباب..
أنثى اهتزاز تملأ العينين شرارْ.
وهي التحية
ترِد الماء من الكتاب
وتسأل رسولَ الورق الوصالْ
كي يعقِد الغبار
على الغبار،
فيكون الحبُّ في أوله
أبيضا
ثم أحمرا، ثم بنفسجيّاً
من لحمةِ الغياب التدريجي
لشفق القلوب
فتقشعرّ له الأسئلة
لأنّ الجبلَ أخضرْ ويرعاه مطر.
مَن قطفَ الغبار إذن؟
من قصيدةِ غيرِه
ليقول كلاماً رائقَ المدمعْ
سجيّ الخُطا، سردُه مانِح.
الغبارُ فُتاتٌ وأنتِ مُحيّا!
أيها القارئ..
امسحي على وجنتي
بالأصابع الورديّة،
ولا تبخلينْ!
برطوبة الحاضِر في فؤادي
وكأنّ العَقد الذي بيننا يمشي
على شرفة أسطورةٍ
يداكْ..
ثم الهمهمة
تسند
الصمتَ
كتمرينٍ
على حبٍّ خفيفْ.
***
كُتِبت هذه القصيدة تحيّةً لأكاليل الغبار في ديوان رعاة العزلة، أمجد ناصر.
من أشعار: جمانة عزام @jumanaazzam